الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء
قال صفوان بن صالح: حدثنا عبد الله بن كثير الدمشقي القارئ حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: كنا مع رجاء بن حيوة فتذاكرنا شكر النعم فقال: ما أحد يقوم بشكر نعمة. وخلفنا رجل على رأسه كساء فقال: ولا أمير المؤمنين؟ فقلنا: وما ذكر أمير المؤمنين هنا! وإنما هو رجل من الناس. قال: فغفلنا عنه فالتفت رجاء فلم يره فقال: أتيتم من صاحب الكساء فإن دعيتم فاستحلفتم فاحلفوا. قال: فما علمنا إلا بحرسي قد أقبل عليه قال: هيه يا رجاء يذكر أمير المؤمنين فلا تحتج له؟! قال: فقلت: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: ذكرتم شكر النعم فقلتم: ما أحد يقوم بشكر نعمة قيل لكم: ولا أمير المؤمنين؟ فقلت: أمير المؤمنين رجل من الناس. فقلت: لم يكن ذلك. قال: آلله؟ قلت: آلله. قال: فأمر بذلك الرجل الساعي فضرب سبعين سوطا فخرجت وهو متلوث بدمه فقال: هذا وأنت رجاء بن حيوة؟ قلت: سبعين سوطا في ظهرك خير من دم مؤمن. قال ابن جابر: فكان رجاء بن حيوة بعد ذلك إذا جلس في مجلس يقول ويتلفت: احذروا صاحب الكساء (1) . قال مسلمة بن عبد الملك أمير السرايا: برجاء بن حيوة وبأمثاله ننصر (2) . قال يحيى بن معين: أدرك رجاء بن حيوة معاوية ومات في أول إمرة هشام (3) . وقال أبو عبيد وخليفة بن خياط (4): مات سنة اثنتي عشرة ومائة. __________ (1) ابن عساكر 6 / 120 آ ب. (2) انظر ابن عساكر 6 / 117 ب. (3) ابن عساكر 6 / 120 ب. (4) في الطبقات 2 / 793 وتاريخه 343. النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 561 - مجلد رقم: 4
|